والتسوية.

ومنها: الطباق في قوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)}؛ أي: إلا مهيئين ومستعدين للعبادة. وذلك أنني خلقت فيهم العقل؛ وركزت فيهم الحواس والقدرة التي تمكنهم من العبادة. وهذا لا ينافي تخلف العبادة بالفعل عن بعضهم. لأنَّ هذا البعض المتخلف، وإن لم يعبد الله مركوز فيه الاستعداد والتهيؤ الذي هو الغاية في الحقيقة. وقد شجر خلاف بين أهل السنة والاعتزال حول هذه الآية فلا نطيل الكلام به.

ومنها: التعريض في قوله: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)} فإنَّ فيه تعريضًا بأصنامهم. فإنهم كانوا يحضرون لها المآكل، فربما أكلتها الكلاب، ثم بالت على الأصنام، كما مرّ.

ومنها: الإطناب بتكرار {أُرِيدُ} في قوله: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)} للمبالغة والتأكيد.

ومنها: القصر في قوله: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ} وهو من قصر الصفة على الموصوف؛ أي: لا رزّاق إلا الله سبحانه. وفيه أيضًا التلويح بأنه سبحانه غني عن كل ما سواه.

ومنها: الاستعارة التصريحية في قوله: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا}، فإنّه حقيقة في الدلو العظيم، استعارة للحظ والنصيب.

ومنها: التشبيه المرسل المجمل في قوله: {مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ}؛ أي: لهم نصيب من العذاب مئل نصيب أسلافهم المكذبين لأنبيائهم في الشدة والغلظة. لأنّه حذف منه وجه الشبه فهو مجمل.

ومنها: وضع الموصول موضع ضميرهم في قوله: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا} تسجيلًا عليهم بما في حيز الصلة من الكفر؛ وإشعارًا بعلة الحكم.

ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.

والله سبحانه وتعالى أعلم

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015