تفريعية، {ويل} مبتدأ. وسوّغ الابتداء بالنكرة ما فيه من معنى الدعاء. {لِلَّذِينَ} خبر المبتدأ. والجملة معطوفة مفرّعة على جملة {إنّ} أيضًا. وجملة {كَفَرُوا} صلة الموصول، {مِنْ يَوْمِهِمُ} جار ومجرور، صفة لويل، و {من} بمعنى في؛ أي: في يومهم. {الَّذِي} صفة ليومهم، {يُوعَدُونَ} فعل مضارع، مبني للمجهول، والواو: نائب فاعل. والجملة صلة الموصول، والعائد محذوف، تقديره: يوعدونه؛ أي: يوعدون العذاب فيه.
التصريف ومفردات اللغة
{فَمَا خَطْبُكُمْ}؛ أي: شأنكم. والخطب: الشأن الخطير، والأمر الجليل. ومنه: الخطبة؛ لأنها كلام بليغ يستهدف أمورًا جليلة؛ أي: فما شأنكم الذي أرسلتم لأجله سوى البشارة.
{إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ} هم قوم لوط. وفي "فتح الرحمن": المجرم فاعل الجرائم. وهي صعاب المعاصي، وكبارها، وفاحشها. {من طِينِ}؛ أي: من طين متحجِّر. وهو ما طبخ، وصار في صلابة الحجارة. وهو السجيل، فإنَّ السجيل حجارة من طين طبخت بنار جهنم.
{مُسَوَّمَةً}؛ أي: معلمة من السؤمة. وهي العلامة؛ أي: معلمة ببياض أو حمرة أو بسيما تتميز بها عن حجارة الأرض أو بكتابة اسم من يرمى بها أو مرسلة من سومت الماشية إذا أرسلتها لترعى لعدم الاحتياج إليها. {عِنْدَ رَبِّكَ}؛ أي: في خزائنه، لا يتصرف فيها غيره تعالى.
{لِلْمُسْرِفِينَ}؛ أي: للمجاوزين الحد في الفجور. إذ لم يقنعوا بما أبيح لهم من النسوان للحرث، بل أتوا الذكران. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، أي: ممن آمن بلوط.
{بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}؛ أي: بحجة واضحة. وهي ما ظهرت على يديه من المعجزات الظاهرة: كاليد والعصا. والسلطان: مصدر يطلق على المتعدّد. {بِرُكْنِهِ} والركن: ما يركن إليه الشيء، ويتقوى به. والمراد هنا: جنوده وأعوانه، ووزراؤه. كما جاء في سورة هود: {أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}. وفي "الصحاح": ركن الشيء .. جانبه الأقوى؛ كالمنكب بالنسبة إلى الإنسان. وقيل: فتولى بما يتقوى به من ملكه وعساكره. فإنّ الركن اسم لما يركن إليه الإنسان. ويكون من مال، وجد، وقوة. فالركن ها مستعار لجنوده تشبيهًا لهم بالركن الذي يتقوى به