وقيل: منصوب بإضمار فعل، تقديره: وأهلكنا قوم نوح. لدلالة معنى الكلام عليه. وقيل: باذكر مضمرة. وروى عبد الوارث، ومحبوب، والأصمعيّ عن أبي عمرو، وأبو السمال، وابن مقسم {وَقَوْمَ نُوحٍ} بالرفع على الابتداء. والخبر محذوف؛ أي: أهلكناهم.
47 - والنصب في قوله (?): {وَالسَّمَاءَ} على الاشتغال؛ أي: وبنينا السماء {بَنَيْنَاهَا} حال كوننا متلبسين {بِأَيْدٍ}؛ أي: بقوة وقدرة قاهرة. قال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة: كقوله: {دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ}. فهو (?) حال من الفاعل أو حالة كون السماء متلبسة بقوة وإحكام، فيكون حالًا من المفعول. ويجوز أن تكون الباء للسببية: أي: بسبب قدرتنا، فتتعلق ببنيناها, لا بالمحذوف، والقوة هنا بمعنى القدرة. فإنّ القوة عبارة عن شدة البينة وصلابتها المضادة للضعف. واللأ تعالى منزه عن ذلك. والقدرة هي الصفة التي بها يتمكن الحي من الفعل وتركه بالإرادة. والأيد: مصدر: آد يئيد أيدًا إذا اشتد وقوي. قال في "القاموس": الآد: الصلب والقوة كالأيد، وأيدته مؤايدة، وأيدته تأييدًا فهو مؤيد قويته، انتهى. قال الراغب: ولما في اليد من القوة قيل: أنا يدك وأيدتك، قويت يدك اهـ.
{إِنَّا} نحن {لُموسِعونَ}؛ أي: لقادرون على إيساعها من الوسع بمعنى الطاقة. والموسع: القادر على الإنفاق. يقال: أوسع الله عليك؛ أي: أغناك. فيكون قوله: {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} حالًا مؤكدة، أو تذييلًا إثباتًا لسعة قدرته كل شيء فضلًا عن السماء. أو لموسعون السماء؛ أي: جاعلوها واسعة في نفسها، أو واسعون ما بينها وبين الأرض، أو واسعون الرزق فيها على خلقنا؛ لقوله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ}.
وقرأ أبو السمال (?)، ومجاهد، وابن مقسم برفع السماء، ورفع الأرض على الابتداء. وقرأ الجمهور نصبهما.
والمعنى: أي ولقد بنينا السماء ببديع قدرتنا، وعظيم سلطاننا، وإنا لقادرون