الرعب فنكصوا، والحلفاء بالحاء المهملة: جمع حليف، وهو المعاهد للنصر، فإنّ الحلف: العهد بين القوم، وقيل: أيدي أهل مكة بالصلح، وقال في "المفردات": الكفّ: كفّ الناس، وهي ما بها يقبض ويبسط، وكففته دفعته بالكفّ، وتعورف الكفّ بالدفع على أيّ وجه كان بالكف أو بغيرها، حتى قيل: رجل مكفوف لمن قبض بصره.
{وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا} وهي ما وعد به المؤمنون إلى يوم القيامة.
{فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ}؛ أي: مغانم خيبر.
{وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ}؛ أي: أيدي اليهود عن المدينة بعد خروج الرسول منها إلى الحديبية.
{وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ}؛ أي: أمارة للمؤمنين يعرفون بها.
1 - وصدق الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
2 - حياطة الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين، وحراسته لهم في مشهدهم ومغيبهم.
3 - معرفة المؤمنين الذين سيأتون بعد: أنَّ كلاءته تعالى ستعمهم أيضًا ما داموا على الجادّة الصراط المستقيم، وهي الثقة بالله تعالى، والتوكّل عليه فيما يأتون ويذرون.
{وَأُخْرَى}؛ أي: مغانم أخرى: هي مغانم فارس والروم.
{أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا}؛ أي: أعدّها لكم، وهي تحت قبضته يظهر عليها من أراد.
{لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ}؛ أي: لانهزموا، فإنّ تولية الأدبار كناية عن الانهزام، أصله: لوليو، قلبت الياء ألفًا لتحركها بعد فتح، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين، والأدبار جمع دبر، ودبر الشيء: خلاف القبل: كالظهر والخلف.