ومنها: وصفها بما ذكر من ترك الاستجابة والغفلة، مع ظهور حالها للتهكم بها وبعَبَدَتِها.
ومنها: وضع الموصول موضع ضمير المتلوّ عليهم في قوله: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ} تسجيلًا عليهم بكمال الكفر والضلالة، وفيه أيضًا: وضع الحق موضع ضمير الآيات المتلوّة تنصيصًا على حقّيتها، ووجوب الإيمان بها.
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} حيث استعمل الإفاضة في الأخذ في الشيء، والاندفاع فيه.
ومنها: القصر في قوله: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ}؛ أي: ما أفعل إلا اتباع ما يوحي إليّ على معنى قصر أفعاله - صلى الله عليه وسلم - على اتباع الوحي، لا قصر اتباعه على الوحي كما هو المتسارع إلى الأفهام.
ومنها: الطباق بين: {آمن} و {كفرتم} وبين: {ينذر} و {بشرى}.
ومنها: جناس الاشتقاق في قوله {وَشَهِدَ شَاهِدٌ}.
ومنها: حذف المتعلق في قوله: {وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ} حيث لم يقل: مصدق له؛ أي: لكتاب موسى؛ إفادة للتعميم، وإيذانًا بأنه مصدق للكتب السماوية كلها، لا سيما نفسه، لكونه معجزًا كما سبق عن الكرخي.
ومنها: تنكير {كِتَابٌ} في قوله: {وَهَذَا كِتَابٌ}؛ إيذانًا بفخامة شأنه، وعلوّ قدره.
ومنها: الإظهار في مقام الإضمار، في قوله: {لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا} تسجيلًا عليهم بصفة الظلم؛ لأنّ مقتضى السياق أن يقال: لينذرهم؛ أي: أهل مكة.
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.
والله سبحانه وتعالى أعلم
* * *