بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

نحمدك يا مولى النعم، ويا مفيض الحكم على من اختاره من أهل الكرم، ونصلّي ونسلم على السلطان الأعظم، والقائد الأجل الأكرم، ومنبع العلوم والحكم، سيّدنا محمد، وعلى آله وأصحابه السادات الكرام، صلاةً وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم القيامة.

أما بعد: فإنّي لما فرغت من تفسير الجزء الخامس والعشرين من القرآن الكريم .. تفرغت للشروع في الجزء السادس والعشرين منه بإذن الله سبحانه وتوفيقه، فقلت مستمدًا من الله التوفيق والهداية، لأقوم الطريق في كتابة هذا التعليق:

سورة الأحقاف

مكية، قال القرطبي: في قول جميعهم، وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وابن الزبير قالا: نزلت سورة حم الأحقاف بمكة بعد الجاثية، قيل: (?) إلا قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} الآية، قيل: إلا قوله: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ} فإنهما نزلتا بالمدينة. قيل (?): وإلا ثلاث آيات من قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ} إلى قوله: {فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ} فنزلت بالمدينة. وهي أربع أو خمس وثلاثون آية. وفي "الشهاب": الاختلاف في عدد الآيات مبني على أن {حم (1)} آية أولًا، وست مئة وأربع وأربعون كلمةً، وألفان وخمس مئة وخمسة وتسعون حرفًا.

التسمية: سميت سورة الأحقاف؛ لأنه يذكر فيها الأحقاف التي هي مساكن عاد الذين أهلكهم الله تعالى بطغيانهم، وكانت مساكنهم بالأحقاف التي هي من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015