{وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ} أصله: أظنن بوزن أفعل، نقلت حركة النون الأولى إلى الظاء، فسكنت فأدغمت في النون الثانية، فصار أظن بوزن أفل {وَنَأَى بِجَانِبِهِ} قرأه الجمهور {نأى}، وفيه إعلال بالقلب أصله: نأي بوزن فعل، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفًا، وقرأ ابن ذكوان وغيره عن ابن عامر {وناء} بتقديم الألف على الهمزة بوزن بآء إما لأنه من ناء ينوء، بمعنى نهض، وليس من النأي أو من نأى، ووقع في الكلمة قلب مكاني، حيث قدمت لام الفعل التي هي الياء، وجعلت مكان العين التي هي الهمزة، ثم أبدلت الياء المقدمة ألفًا، لتحركها بعد فتح، والله أعلم، وعلى أنه من ناء ينوء، فاصله: نوأ بوزن فعل، قلبت الواو ألفًا، لتحركها بعد فتح، ومعناه: نهض، وفي "الفتوحات": ناء بتأخير الهمزة عن الألف بوزن قال، ونأى بتقديم الهمزة على الألف بوزن رمى، اهـ.
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ} أصله: سنرئيهم، بوزن سنفعل نقلت حركة الهمزة إلى الراء، ثم حذفت للتخفيف، ثم سكنت الياء لوقوعها بعد كسرة، لتكون حرف مد. والآفاق جمع أفق بضمتين، كأعناق وعنق أبدلت همزته ألفًا. وهي الناحية من نواحي الأرض، وكذا آفاق السماء نواحيها وأطرافها كذا قال أهل اللغة، ونقل الراغب: أنه يقال: أفق بفتحتين كجبل وأجبال، وأفق فلان؛ أي: ذهب في الآفاق، والآفاقي الذي بلغ نهاية الكرم تشبيهًا في ذلك بالذاهب في الآفاق، والنسبة إلى الأفق أفقي بفتحهما، قلت: ويحتمل أنه نسبة إلى المفتوح، واستغنوا بذلك عن النسبة إلى المضموم، وله نظائر اهـ "فتوحات".
{فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ} لقاء فيه إعلال بالقلب أصله: لقاي أبدلت الياء همزة، لتطرفها إثر ألف زائدة. {بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ} من الإحاطة، والإحاطة إدراك الشيء بكماله، وفيه إعلال بالنقل والتسكين والقلب، أصله: محوط بوزن مفعل، نقلت حركة الواو إلى الحاء، فسكنت إثر كسرة، فقبلت ياء حرف مد.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة، وأنواعًا من الفصاحة والبيان والبديع: