سورة فصلت: وتسمى (?) سورة السجدة، وسورة حم السجدة، وسورة المصابيح: مكية، قال القرطبي: في قوله الجميع. وآيها: ثلاث أو أربع وخمسون آية. وكلماتها: سبع مئة وتسع وتسعون كلمةً. وحروفها: ثلاثة آلاف وثلاث مئة وخمسون حرفًا.
الناسخ والمنسوخ فيها: قال أبو عبد الله محمد بن حزم - رحمه الله تعالى - في كتابه (?) "الناسخ والمنسوخ": سورة فصلت كلها محكمة، إلا آية واحدة، وهي قوله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ} الآية (34) نسخت بآية السيف. اهـ.
مناسبتها لما قبلها: (?) أنهما اشتركتا في شيئين:
أحدهما: في تهديد قريش وتقريعهم، فقد توعدهم في السورة السابقة بقوله: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} إلخ. وهددهم هنا بقوله: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13)}.
وثانيهما: أن كلتيهما بُدِئت بوصف الكتاب الكريم.
وقال أبو حيان: مناسبة هذه السورة لما قبلها (?): أنه قال في آخر السابقة {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ} إلى آخرها. فضمن وعيدًا وتهديدًا وتقريعًا لقريش، فأتبع ذلك التقريع والتوبيخ والتهديد بتوبيخ آخر، فذكر أنه نزل كتابًا مفصلًا آياته، بشيرًا لمن اتبعه، ونذيرًا لمن أعرض عنه، وأن أكثر قريش أعرضوا عنه، ثم ذكر قدرة الإله على إيجاد العالم العلوي والسفلي، ثم قال: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً} فكان هذا كله مناسبًا لآخر سورة المؤمن، من عدم انتفاع مكذبي الرسل حين التبس بهم العذاب، وكذلك قريش حل بصناديدها من القتل والأسر والنهب والسبي