مفعلة، أصله: مكونة نقلت حركة الواو إلى الكاف، ثم أبدلت ألفًا؛ لتحركها في الأصل وانفتاح ما قبلها الآن، وقيل: إن الميم أصلية، فهي من مادّة مكن وعليه فهو مصدر ميمي.
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ} أصله. يتوفي، قلبت ياؤه ألفًا؛ لتحركها بعد فتح.
{وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ} أصله: تموت بوزن تفعل، نقلت حركة الواو إلى الميم، فسكنت إثر ضمة فصارت حرف مد، ثم دخل الجازم على الفعل فسكن آخره، فصار اللفظ تموت، فالتقى ساكنان، فحذفت الواو، فوزنه تفل، ويقال توفاه الله: قبض روحه، كما في "القاموس". والأنفس: جمع نفس بسكون الفاء، وهي النفس الناطقة المسماة عند أهل الشرع بالروح الإضافي الإنساني السلطاني فسميت نفسًا باعتبار تعلقها بالبدن، وانصياعها بأحكامه، والتلبس بغواشيه، وروحًا باعتبار تجردها في نفسها، ورجوعها إلى الله تعالى، فالنفس: ناسوتية سفلية، والروح: لاهوتية علوية.
{وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} والموت: زوال القوة الحساسة، كما أن الحياة وجود هذه القوة، ومنه سمي الحيوان حيوانًا، ومبدأ هذه القوة هو الروح الحيواني، الذي محله الدماغ، كما أن محل الروح الإنساني القلب الصنوبري، ولا يلزم من ذلك تحيزه فيه، وإن كانت الأرواح البشرية متحيزة عند أهل السنة. اهـ من "الروح".
والمنام والنوم واحد، وهو استرخاء أعصاب الدماغ برطبات البخار الصاعد إليه، وقيل: النوم؛ هو أن يتوفى الله النفس من غير موت، كما في الآية، وقيل: النوم: موت خفيف، والموت: نوم ثقيل، وهذه التعريفات كلها صحيح بنظرات مختلفة. اهـ. منه {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ} إمساك الشيء: التعلق به وحفظه، والقضاء: الحكم.
{شُفَعَاءَ} جمع شفيع، والشفع: ضم الشيء إلى مثله، والشفاعة: الانضمام إلى آخر مسائلًا عنه، وأكثر ما يستعمل في انضمام من هو أعلى رتبةً إلى من هو أدنى، ومنه الشفاعة يوم القيامة.
{اشْمَأَزَّتْ} من الشمز، والشمز: نفور النفس مما تكره، وتَشمّز وجهه: