{يَذُوقُوا}: فعل مضارع مجزوم بـ {لَمَّا}، والواو فاعل، و {عَذابِ}: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، المحذوفة لمراعاة الفواصل، والجملة مستأنفة مسوقة لبيان سبب شكهم؛ أي: سببه أنهم لم يذوقوا العذاب، ولو ذاقوه لأيقنوا بالقرآن، وآمنوا به.
{أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبابِ (10) جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ (11)}.
{أَمْ}: حرف عطف منقطعة بمعنى: بل الإضرابية، وهمزة الاستفهام الإنكاري، {عِنْدَهُمْ}: خبر مقدم، {خَزائِنُ}: مبتدأ مؤخر، {رَحْمَةِ رَبِّكَ}: مضاف إليه، {الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ}: صفتان لـ {رَبِّكَ}. والجملة جملة إنشائية، معطوفة على الجمل التي قبلها أو مستأنفة. {أَمْ}: حرف عطف منقطعة بمعنى: بل، وهمزة الاستفهام أيضًا، {لَهُمْ}: خبر مقدم، {مُلْكُ السَّماواتِ}: مبتدأ مؤخر. {وَالْأَرْضِ}: معطوف على {السَّماواتِ}. {وَما}: معطوف عليه أيضًا، {بَيْنَهُما}: ظرف صلة لـ {ما} الموصولة. والجملة معطوفة على ما قبلها. {فَلْيَرْتَقُوا}: الفاء: فاء الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر، تقديره: إن زعموا ذلك، وأردت تبكيتهم، فقل لهم: ارتقوا في الأسباب؛ أي: اصعدوا في المعارج الموصلة إلى العرش حتى تستووا عليه. واللّام: لام الأمر، {يرتقوا}: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، والواو فاعل، {فِي الْأَسْبابِ}: متعلق بـ {يرتقوا}. والجملة في محل النصب، مقول لجواب إذا المقدرة، وجملة إذا المقدرة مستأنفة. {جُنْدٌ}: خبر لمبتدأ محذوف؛ أي: هم جند، {ما}: نكرة تامة، صفة أولى لجند على سبيل التحقير؛ أي: هم جند حقير. فإن {ما} إذا كانت صفة تستعمل للتعظيم أو التحقير، والثاني هو المراد هنا، ولك أن تعربها زائدة. {هُنالِكَ} {هنا}: اسم إشارة يشار به إلى المكان في محل النصب على الظرفية المكانية، مبني على السكون، لشبهه بالحرف شبهًا معنويًا، و {اللام}: لبعد المشار إليه، والكاف حرف دال على الخطاب، والظرف متعلق بـ {مَهْزُومٌ}، و {مَهْزُومٌ}: صفة ثانية لـ {جُنْدٌ}، {مِنَ الْأَحْزابِ}: صفة ثالثة لـ {جُنْدٌ}؛ أي: هم جند حقير مهزوم هنالك؛ أي: في مكة يوم الفتح، أو في بدر كائن من الأحزاب المتحزبة