{أَفَلا تَذَكَّرُونَ (155)} بحذف إحدى التاءين لثقل توالي المثلين، أصله: تتذكرون، إحداهما تاء المضارعة، والأخرى تاء المطاوعة.

{وَبَيْنَ الْجِنَّةِ} الجنة بكسر الجيم: جماعة الجن، والملائكة أيضًا كما في «القاموس»، والمراد هنا: الملائكة، وسموا جنة لاجتنانهم، واستتارهم عن الأبصار، ومنه: سمي الجنين، وهو المستور في بطن الأم، والجنون، لأنه خفاء العقل، والجنة بالضم: الترس، لأنه يجن صاحبه، ويستره. والجنة بالفتح، لأنها كل بستان ذي شجر يستر بأشجاره الأرض. فمن له اجتنان عن الأعين .. فهو جنس يندرج تحته الملائكة، والجن المعروف. قالوا: الجن واحد، ولكن من خبث من الجن، ومرد، وكان شرًا فهو شيطان. ومن طهر منهم، ونسك، وكان خيرًا فهو ملك. قال الراغب: يقال الجن على وجهين:

أحدهما: للروحانيين المستترة عن الحواس كلها، بإزاء الإنس، فعلى هذا يدخل فيه الملائكة والشياطين، فكل ملائكة جن، وليس كل جن ملائكة.

وقيل الثاني: بل الجن بعض الروحانيين. وذلك أن الروحانيين ثلاثة أقسام: أخيار وهم الملائكة، وأشرار وهم الشياطين، وأوساط فهم أخيار وأشرار وهم الجن. ويدل على ذلك قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} إلى قوله: {وَمِنَّا الْقاسِطُونَ}.

{نَسَبًا} النسب، والنسبة: اشتراك من جهة الأبوين، وذلك ضربان:

نسب بالطول: كالاشتراك بين الآباء والأبناء.

ونسب بالعرض: كالنسبة بين الإخوة وبني العم. وقيل: فلان نسيب فلان؛ أي: قريبه.

{بِفاتِنِينَ} والفاتن هنا بمعنى: المضل والمفسد، يقال: فتن فلان على فلان امرأته؛ أي: أفسدها عليه، وأضلها حاملا لها على عصيان زوجها، فعدّي الفاتن بعلى لتضمينه معنى الحمل والبعث.

{إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ (163)} صال بالكسر أصله: صالي على وزن فاعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015