قصرها، فحسدته، فأخذتها وقتلته، فبعث الله سبحانه وتعالى إلياس إلى الملك وزوجته، وأمره أن يخبرهما أن الله عز وجل قد غضب لوليّه، حين قُتل ظلمًا، وآلى على نفسه أنهما إن لم يتوبا عن صنيعهما، ويردا الجنينة على ورثة المقتول .. أهلكهما في جوف الجنينة، ثم يدعهما جيفتين ملقاتين فيها، ولا يتمتعان فيها إلا قليلا، فجاء إلياس، فأخبر الملك بما أوحى الله إليه في أمره، وأمر امرأته، والجنينة. فلما سمع الملك ذلك غضب، واشتد غضبه عليه، وقال: يا إلياس، والله ما أرى ما تدعونا إليه إلا باطلا، وهمّ بتعذيب إلياس وقتله. فلما أحس إلياس بالشر رفضه وخرج عنه هاربا، ورجع الملك إلى عبادة بعل، ولحق إلياس بشواهق الجبال، فكان يأوي إلى الشعاب والكهوف، فبقي سبع سنين على ذلك خائفًا مستخفيًا، يأكل من نبات الأرض وثمار الشجر، وهم في طلبه، وقد وضعوا عليه العيون، والله يستره منهم. فلما طال الأمر على إلياس، وسكنى الكهوف في الجبال، وطال عصيان قومه ضاق بذلك ذرعًا، فأوحى الله تعالى إليه بعد سبع سنين وهو خائف مجهود: يا إلياس ما هذا الحزن والجزع الذي أنت فيه، ألست أميني على وحي، وحجتي في أرضي، وصفوتي من خلقي، سلني أعطك، فإني ذو الرحمة الواسعة والفضل العظيم، قال: يا رب تميتني وتلحقني بآبائي، فإني قد مللت بني إسرائيل، وملّوني، فأوحى الله تعالى إليه يا إلياس ما هذا باليوم الذي أعرّى منك الأرض وأهلها، وإنما صلاحها وقوامها بك وبأشباهك، وإن كنتم قليلا سلني أعطك. فقال إلياس: إن لم تمتني فأعطني ثأري من بني إسرائيل، قال الله عز وجل: وأي شيء تريد أن أعطيك؟ قال: تملكني خزائن السماء سبع سنين، فلا تسير عليهم سحابة إلا بدعوتي، ولا تمطر عليهم قطرة إلا بشفاعتي، فإنه لا يذلهم إلا ذاك. قال الله عز وجل: يا إلياس أنا أرحم بخلقي من ذلك وإن كانوا ظالمين. قال: فست سنين، قال: أنا أرحم بخلقي من ذلك، قال: فخمس سنين، قال: أنا أرحم بخلقي، ولكن أعطيك ثأرك ثلاث سنين، أجعل خزائن المطر بيدك، قال إلياس: فبأي شيء أعيش يا رب؟ قال: أسخّر لك جيشا من الطير ينقل لك طعامك وشرابك من الريف، والأرض التي لم تقحط. قال إلياس: قد رضيت، فأمسك الله عز وجل عنهم المطر، حتى هلكت الماشية والهوام والشجر، وجهد