بـ {إِنْ} الشرطية على كونه فعل شرط لها، {نُغْرِقْهُمْ} فعل مضارع، وفاعل مستتر، ومفعول به، مجزوم بـ {إِنْ} الشرطية على كونه جوابًا لها، وجملة {إِنْ} الشرطية مستأنفة. {فَلا صَرِيخَ} {الفاء}: عاطفة، {لا} نافية للجنس تعمل عمل {إِنْ}، {صَرِيخَ} في محل النصب اسمها، {لَهُمْ} خبرها. وجملة {لا} معطوفة على جملة الجواب. واختار ابن عطية كون الفاء: استئنافية، ففيه قطع الكلام عما قبله. {وَلا هُمْ}: {الواو}: عاطفة، {لا}، نافية مهملة، {هُمْ}: مبتدأ، {يُنْقَذُونَ} فعل مغير، ونائب فاعل في محل الرفع خبر المبتدأ. والجملة الاسمية معطوفة على جملة قوله: {فَلا صَرِيخَ لَهُمْ}. {إِلَّا} أداة استثناء مفرغ من أعم العلل، {رَحْمَةً} مفعول لأجله، منصوب بـ {يُنْقَذُونَ}، {مِنَّا} صفة لـ {رَحْمَةً}، {وَمَتاعًا} معطوف على رحمة، {إِلى حِينٍ} متعلق بـ {مَتاعًا} أو صفة له، وتقدير الكلام؛ أي: لا يغاثون، ولا ينقذون لشيء من الأشياء إلا لرحمة منا، وتمتيع منا لهم. وسبق بسط الكلام على هذا في مبحث التفسير فراجعه.
{وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ (46)}.
{وَإِذَا}: {الواو}: استئنافية، {إِذا} ظرف لما يستقبل من الزمان، {قِيلَ} فعل ماض مغير الصيغة، {لَهُمُ} متعلق بـ {قِيلَ}. {اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ ...} إلى آخر الآية نائب فاعل، محكي لـ {قِيلَ}. وجملة {قِيلَ} في محل الخفض بإضافة إذا إليها على كونه فعل شرط لها، والظرف متعلق بالجواب، وجوابه محذوف دل عليه ما سيأتي تقديره: أعرضوا عنه. وجملة {إِذا} مستأنفة. وإن شئت قلت: {اتَّقُوا} فعل أمر، وفاعل، {ما} اسم موصول في محل النصب، مفعول به، وجملة {اتَّقُوا} في محل الرفع نائب فاعل لـ {قِيلَ}. {بَيْنَ أَيْدِيكُمْ} ظرف، ومضاف إليه صلة لما الموصولة، {وَما خَلْفَكُمْ} معطوف على ما بين أيديكم، {لَعَلَّكُمْ}: {لعل} حرف نصب وتعليل أو ترجّ، والكاف اسمها، وجملة {تُرْحَمُونَ} خبرها. وجملة {لعل} في محل النصب حال من واو اتقوا؛ أي: اتقوا حالة كونكم راجين أن ترحموا، أو تعليل للأمر بالتقوى؛ أي: اتقوا كي ترحموا فتنجوا من ذلك، كما سبق هناك {وَمَا}: {الواو}: عاطفة، {ما} نافية،