[34]

وولد ولده، من الحمق». ويقال: إن التقاط الفتات مهور الحور العين، ولا يضع القصعة على الخبز، ولا غيرها، إلا ما يؤكل به من الإدام، ويكره مسح الأصابع والسكين بالخبز، إلا إذا أكله بعده، وكذا يكره وضع الخبز جنب القصعة لتستوي، وكذا يكره أكل وجه الخبز أو جوفه، ورمي باقيه لما في كل ذلك من الاستخفاف بالخبز، والاستخفاف بالخبز يورث الغلاء والقحط، كذا في شرح «النقاية والعوارف».

ومعنى الآية (?): أي ومن الأدلة على قدرتنا على البعث: إحياء الأرض الهامدة التي لا نبات فيها، بإنزالنا الماء عليها، فتهتز، وتربو، وتنبت نباتًا مختلفًا ألوانه وأشكاله، وتخرج حبًا هو قوت لكم ولأنعامكم، وبه قوام حياتكم.

34 - {وَجَعَلْنا فِيها}؛ أي: وخلقنا في الأرض {جَنَّاتٍ}؛ أي: بساتين مملوءة {مِنْ نَخِيلٍ} جمع نخلة {وَأَعْنابٍ} جمع عنب؛ أي: من أنواع النخل والعنب، ولذلك جمعا دون الحب، فإن الدال على الجنس مشعر بالاختلاف، ولا كذلك الدال على الأنواع. وخصهما بالذكر لأنهما أعلى الثمار، وأنفعها للعباد.

فإن قلت (?): لم ذكر النخيل دون التمور حتى يطابق الحب والأعناب في كونها مأكولة، لأن التمور والحب والأعناب كلها مأكولة دون النخيل؟

قلت: ذكر النخيل لاختصاص شجرها بمزيد النفع، وآثار الصنع. وذلك لأنها أول شجرة استقرت على وجه الأرض، وهي عمتنا لأنها خلقت من فضل طينة آدم عليه السلام على ما قيل وهي تشبه الإنسان، من حيث استقامة قدها وطولها. وامتياز ذكرها من بين النبات، واختصاصها باللقاح، ورائحة طلعها كرائحة المني، ولطلعها غلاف كالمشيمة التي يكون الولد فيها، ولو قطعت رأسها ماتت كما قالوا: أقرب الجماد إلى النبات المرجان، لأنه ينبت في البحر كالنبات، ويكون له أغصان. وأقرب النبات إلى الحيوان النخل، لأنها تموت بقطع رأسها، ولا تثمر بدون اللقاح، كما ذكر. وأقرب الحيوان إلى الإنسان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015