[22]

انتهى. وفيه ذم للمتشيخة المزوِّرين الذين يجمعون بتلبيساتهم أموالًا كثيرةً من الضعفاء الحمقى، السائلين، نحو أباطيلهم، ودليل على نقص من يأخذ أجرًا على شيء من أفعال الشرع التي هي لازمة له، كالصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله تعالى.

والمعنى (?): أي وجاء من أطراف المدينة رجل يعدو مسرعًا لينصح قومه حين بلغه أنهم عقدوا النية على قتل الرسل، فتقدم للذب عنهم ابتغاء وجه الله ونيل ثوابه، قال: يا قوم، اتبعوا رسول الله الذين لا يطلبون منكم أجرًا على تبليغهم, ولا يطلبون علوًا في الأرض ولا فسادًا، وهم سالكون طريق الهداية التي توصل إلى سعادة الدارين

روي: أن هذا الرجل يسمى حبيبًا، وكان نجارًا، قال ابن أبي ليلى: سباقوا الأمم ثلاثة، لم يكفروا قط طرفة عين: علي بن أبي طالب، وصاحب يس، ومؤمن آل فرعون. ورواه الزمخشري حديثًا، وقال ابن كثير: إنه حديث منكر لا أصل

22 - ثم أبان أنه ما اختار لهم إلا ما اختاره لنفسه، فقال: {وَمَا لِيَ}؛ أي: وأيُّ شيء ثبت لي، وأي عذر ومانع عرض لي في كوني {لَا أَعْبُدُ} الإله {الَّذِي فَطَرَنِي} وخلقني وطهرني من كتم العدل، ورباني بأنواع اللطف والكرم، وهذا تلطف منه في الإرشاد بإيراده في معرض المناصحة لنفسه وإمحاض النصح؛ حيث أراهم أنه أختار لهم ما يختار لنفسه، والمراد تقريعهم على ترك عبادة خالقهم إلى عبادة غيره؛ أي: أيُّ مانع من جانبي يمنعني من عبادة الذي خلقني؛ أي: لا مانع له من ذلك, فالاستفهام إنكاري.

قرأ غير حمزة (?): بفتح الياء، وقرأ حمزة بإسكانها، ثم رجع إلى خطابهم لبيان أنه ما أراد نفسه، بل أرادهم بكلامه فقال: {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، ولم يقل: إليه أرجع، وفيه مبالغة في التهديد؛ أي: إليه تعالى لا إلى غيره تردون أيها القوم بعد البعث للمجازاة والمحاسبة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015