وفي الخبر: لما توجه النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو المدينة .. لقي بريدة بن أسلم، فقال: "من أنت يا فتى"؟ قال: بريدة، فالتفت النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر فقال: "برد أمرنا وصلح"؛ أي: سهل، ثم قال عليه السلام: "ابن من أنت يا فتى؟ " قال: ابن أسلم، فقال النبي عليه السلام لأبي بكر رضي الله عنه: "سلمنا من كيدهم".
وفي الفقه: لو صاحت الهامة أو طير آخر، فقال رجل: يموت المريض، يكفر، ولو خرج إلى السفر ورجع فقال: ارجع لصياح العقعق، كفر عند البعض وفي الحديث: "ليس عبد إلا سيدخل في قلبه الطيرة، فماذا أحسَّ بذلك .. فليقل: أنا عبد الله، ما شاء الله لا قوّة إلا بالله، لا يأتي بالحسنات إلا الله، ولا يذهب بالسيئات إلا الله، أشهد أن الله على كل شيء قدير، ثم يمضي بوجهه"؛ أي: يمر إلى جهة حاجته، قالوا: من تطير تطيرًا منهيًا عنه حتى منعه مما يريده من حاجته، فإنه قد يصيبه ما يكرهه، كما في "عقد الدر".
{لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا}؛ أي: والله لئن لم تمتنعوا عن مقالتكم هذه، ولم تسكتوا عنا {لَنَرْجُمَنَّكُمْ}؛ أي: لنرمينكم بالحجارة؛ أي: لئ لم تتركوا هذه الدعوى، وتعرضوا عن هذه المقالة .. لنرجمنكم بالحجارة. {وَلَيَمَسَّنَّكُمْ}؛ أي: وليصيبنكم، {مِنَّا}؛ أي: من جهتنا، {عَذَابٌ أَلِيمٌ}؛ أي: عذاب شديد وجيع فظيع؛ أي: لا نكتفي برجمكم بحجر أو حجرين، بل نديم ذلك عليكم إلى الموت، وهذا العذاب الأليم، أو ليمسنكم بسبب الرجم منا عذاب مؤلم. قال الفراء: عامة ما في القرآن من الرجم المراد به: القتل: وقال قتادة هو على بابه من الرجم بالحجارة، قيل: ومعنى العذاب: القتل: وقيل: الشتم، وقيل: هو التعذيب المؤلم من غير تقييد بنوع خاص، وهذا هو الظاهر. وفسر بعضهم الرجم بالشتم، فيكون المعنى: لا نكتفي بالشتم، بل يكون شتمنا مؤديًا إلى الضرب والإيلام الحسي.
والمعنى (?): أي إنا تشاءمنا من تبليغكم ودعوتكم، فقد افتتن بعض القوم بكم، وتفرقت كلمتنا، وانفرط عقد وحدثنا, ولئن لم تنتهوا عن بث هذه الدعوة بيننا لنرجمنكم بالحجارة رجمًا، ولنمثلن بكم شر التمثيل، أو لنعذبنكم عذابًا شديدًا، ؤأنتم أحياء.