العواصم، وهي ذات عين، وسور عظيم من صخر، داخله خمسة أجبل، دورها اثنا عشر ميلًا، كما في "القاموس" ويقال: أنتاكية بالتاء بدل الطاء، وهو المسموع من لسان الملك في قصة ذكرت في "مشارق الأشواق"، قال الإِمام السهيلي: نسبت أنطاكية إلى أنطقيس، وهو اسم الذي بناها، ثم غيِّرت، وكانت أنطاكية إحدى المدن الأربع التي يكون فيها بطارقة النصارى، وهي أنطاكية والقدس والاسكندرية ورومية، ثم بعدها قسطنطينية. قال في "خريدة العجائب": رومية الكبرى: مدينة عظيمة في داخلها كنيسة عظيمة، طولها ثلاث مئة ذراع، وأركانها من نحاس مفرغ مغطّى كلها بالنحاس الأصفر، وبها أيضًا كنيسة بنيت على هيئة المقدس، وبها ألف حمام، وألف فندق، وهو الخان، ورومية أكبر من أن يحاط بوصفها ومحاسنها، وهي للروم مثل مدينة فرانسة للإفرنج، كرسي ملكهم ومجتمع أمرهم، وبيت ديانتهم، وفتحها من أشراط الساعة.
ذكر القصة في ذلك
14 - قال العلماء بأخبار الأنبياء (?): بعث عيسى عليه السلام رسولين من الحواريين إلى أهل أنطاكية، فلما قربا من المدينة .. رأيا شيخًا يرعى غنيمات له، وهو حبيب النجار صاحب يس، فسلما عليه، فقال الشيخ لهما: من أنتما؛ فقالا: رسولا عيسى عليه السلام، ندعوكم من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن، فقال الشيخ لهما: أمعكما آية؟ قالا: نعم، نشفي المريض، ونبرىء الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى، قال الشيخ: إن لي ابنًا مريضًا منذ سنين، قالا: فانطلق بنا نطلع على حاله، فأتى بهما إلى منزله، فمسحا ابنه، فقام في الوقت بإذن الله تعالى صحيحًا, ففشا الخبر في المدينة، وشفى الله تعالى على أيديهما كثيرًا من المرضى، وكان لهم ملك يعبد الأصنام، اسمه: أنطيخا، وكان من ملوك الروم، فانتهى خبرهما إليه، فدعا بهما، وقال: من أنتما؟ قالا: رسولا عيسى عليه السلام، قال: وفيما جئتما؟ قالا: ندعوك من عبادة ما لا يسمع ويبصر، فقال: وهل لنا إله دون آلهتنا؟ قال: نعم، الذي أوجدك وآلهتك، قال لهما: قوما حتى انظر في أمركما، فتبعهما الناس، فأخذوهما