والإرشاد، وهم أهل قرية أنطاكية ببلاد الشام، فقد كان قصصهم مع رسل الله، كقصص قومك معك في العناد والاستكبار والعتو والطغيان (?).
أسباب النزول
قوله تعالى: {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) ...} الآيات، سبب نزول هذه الآيات (?): ما أخرجه أبو نعيم في "الدلائل" عن ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في السجدة، فيجهر بالقراءة حتى تأذى به ناس من قريش، حتى قاموا ليأخذوه، وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم، وإذا بهم عمي لا يبصرون، فجاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ننشدك الله والرحم يا محمد، فدعا حتى ذهب عنهم فنزلت: {يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2)} إلى قوله: {أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} قال: فلم يؤمن من ذلك النفر أحد.
قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا} إلى قوله: {لَا يُبْصِرُونَ} سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه ابن جرير عن عكرمة قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدًا لأفعلن ولأفعلن، فأنزل الله تعالى قوله: {إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا} إلى قوله: {يُبْصِرُونَ} فكانوا يقولون: هذا محمد، فيقول: أين هو أين هو أين هو؟ ولا يبصر.
قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ...} الآية، سبب نزول هذه الآية: ما أخرجه الترمذي وحسنه، والحاكم وصححه عن أبي سعيد الخدري: قال: كانت بنو سلمة في ناحية المدينة، فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد، فنزلت هذه الآية: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى ...} الآية، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن آثاركم تكتب، فلا تنتقلوا" وأخرج الطبراني عن ابن عباس مثله، قال الحافظ ابن كثير: وفي هذا الحديث غرابة من حيث ذكر نزول هذه الآية، والسورة بكمالها مكية، قلت: فلا وجه لقوله؛ لأنه إذا ثبت أن هذه الآية نزلت بمكة، فلا مانع من نزولها مرتين، وإن لم يثبت نزولها بمكة، فقد تكون السورة مكية إلا آية، كما هو معروف، والله أعلم.