سورة يس سورة مكية، قال القرطبي: بالإجماع إلا أن فرقة قالت: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} نزلت في بني سلمة من الأنصار، حين أرادوا أن يتركوا ديارهم وينتقلوا إلى جوار مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وليس زعمًا صحيحًا، وسيأتي بيان ذلك، وقيل: إلا قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ...} الآية.
وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في "الدلائل" عن ابن عباس قال: سورة يس نزلت بمكة، وأخرج ابن مردويه عن عائشة مثله.
تسميتها: وسميت هذه السورة سورة يس؛ لأن الله سبحانه افتتح السورة الكريمة بها، وفي الافتتاح بها إشارة إلى إعجاز القرآن الكريم، وتسمى أيضًا القلب والدافعة والقاضية والمعمِّمة.
وآيها: ثلاث وثمانون آية، وكلماتها: سبع مئة وتسع وعشرون كلمة، وحروفها: ثلاثة آلاف حرف.
الناسخ والمنسوخ فيها: وقال ابن حزم: سورة يس كلها محكمة، ليس فيها ناسخ ولا منسوخ.
مناسبتها لما قبلها:
1 - أنه لما ذكر في السورة السالفة قوله: {وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}، وقوله: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ}، وقد أعرضوا عنه وكذبوه .. افتتح هذه السورة بالقسم بصحة رسالته، وأنه على صراط مستقيم؛ لينذر قومًا ما أنذر آباؤهم.
2 - أنه قال فيما قبلها: {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى}، وقال في هذه: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}، وقال: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ}، وورد في فضلها أحاديث كثيرة: