سورة سبأ مكية، قال القرطبي: في قول الجميع إلا آية واحدة اختلف فيها، وهي قوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ...} الآية، فقالت فرقة: هي مكية، وقالت فرقة: هي مدنية.
وآيها: أربع وخمسون. وكلماتها: ثمان مئة وثلاث وثلاثون كلمة. وحروفها: ألف وخمس مئة واثنا عشر حرفًا.
الناسغ والمنسوخ فيها: قال أبو عبد الله محمد بن حزم رحمه الله تعالى: سورة سبأ كلها محكمة إلا آية واحدة، وهي قوله تعالى: {قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25)} الآية، نسخها الله تعالى بآية السيف، وسميت سورة سبأ؛ لذكر قصة سبأ فيها.
المناسبة: ووجه اتصالها بما قبلها (?):
1 - أن الصفات التي أجريت على الله في مفتتحها تشاكل الصفات التي نسبت إليه في مختتم السورة السالفة.
2 - أنه في السورة السابقة ذكر سؤال الكفار عن الساعة استهزاءً، وهنا حكى عنهم إنكارها صريحًا، وطعنهم على من يقول البعث، وقال هنا ما لم يقله هناك.
وقال أبو حيان: وسبب نزولها: أن (?) أبا سفيان قال لكفار مكة - لما سمعوا {لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ} -: إن محمدًا يتوعدنا بالعذاب بعد أن نموت، ويخوِّفنا بالبعث، واللاتِ والعزى لا تأتينا الساعة أبدًا، ولا نبعث، فقال الله: قل يا محمد {بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ}. قاله مقاتل.
وباقي السورة تهديد لهم وتخويف، ومن ذكر هذا السبب ظهرت المناسبة بين هذه السورة والتي قبلها.