على أنه من باب علم، وأصله: اقررن، نقلت حركة الراء الأولى إلى القاف، وحذفت لالتقاء الساكنين، ثم حذفت همزة الوصل استغناءً عنها بحركة القاف المنقولة من الراء، فصار: قرن، ووزنه الحالي: فَلْنَ، والأصل: افعلن، وقرأ الباقون {قرن} بكسر القاف لما أنه أمر من وقر يقر كوعد يعد وقارًا، إذا ثبت وسكن، وأصله: أوقرن، فحذفت الواو تخفيفًا، ثم الهمزة استغناءً عنها بحركة القاف، فصار: قرن، ووزنه الحالي: علن، أو من قر يقر بكسر القاف في المضارع؛ لأنه من باب ضرب، فأصله: اقررن، نقلت كسرة الراء إلى القاف، ثم حذفت لالتقاء الساكنين، فاستغني عن همزة الوصل، فصار: قرن، ووزنه الحالي: فلن.
{وَلَا تَبَرَّجْنَ} بترك إحدى التاءين، وأصله: تتبرجن؛ أي: لا تتبخترن في مشيكن. وفي "القاموس": تبرجت المرأة: أظهرت زينتها ومحاسنها للأجانب. انتهى.
قال الراغب: يقال: ثوب متبرج: صُوِّر عليه بروج، واعتبر حسنه، فقيل: تبرجت؛ أي: تشبهت به في إظهار الزينة والمحاسن للرجال؛ أي: مواضعها الحسنة، وأصل التبرج صعود البرج، وذلك أن من صعد البرج ظهر لمن نظر إليه، قاله أبو علي. انتهى. وقيل: تبرجت المرأة: ظهرت من برجها؛ أي: من قصرها، ويدل على ذلك قوله تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ}، كما في "المفردات".
{الْجَاهِلِيَّةِ}: هي حالة الجهل بالله، والوثنية في بلاد العرب قبل الإِسلام، أو الزمن الذي تقدمه، وأصح ما قيل في الجاهلية: أنهما جاهليتان: أولى، وأخيرة. فالأولى: هي القديمة، ويقال لها: الجاهلية الجهلاء، وهي تمتد إلى أبعد الآماد، والجاهلية الأخيرة: تمتد من منتصف القرن الخامس الميلادي، وفي الجاهلية الأولى كانت المرأة تلبس الدرع من اللؤلؤ، فتمشي في منتصف الطريق تعرض نفسها على الرجال، فنهين عن ذلك.
{الرِّجْسَ} الرجس في الأصل: الشيء القذر، والمراد به هنا: الذنب المدنس للعرض، وعرض الرجل: جانبه الذي يصونه.
{أَهْلَ الْبَيْتِ} قال الراغب: أهل الرجل: من يجمعه وإياهم نسب أو دين، أو