أطعمنا عليها الخبز واللحم، فخرج الناس، وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتبعته، فجعل يتبع حجر نسائه، ثم أخبرته أن القوم قد خرجوا، فانطلق حتى دخل، فذهبت أدخل، فألقى الستر بيني وبينه، ونزل الحجاب، ووعظ القوم بما وعظوا به: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ ...} الآية.
قوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ...} الآية، سبب نزولها (?): ما أخرجه الترمذي عن عائشة قالت: لما تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - زينب .. قالوا: تزوج حليلة ابنه، فأنزل الله: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ...} الآية.
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه عبد بن حميد عن مجاهد قال: لما نزلت {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} .. قال أبو بكر: يا رسول الله، ما أنزل الله عليك خيرًا إلا أشركنا فيه، فنزلت: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ ...} الآية.
التفسير وأوجه القراءة
31 - {وَمَنْ يَقْنُتْ} ويخضع {مِنْكُنَّ} يانساء النبي - صلى الله عليه وسلم - {لِلَّهِ} سبحانه بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، {و} يقنت لـ {رَسُولِهِ} - صلى الله عليه وسلم -؛ بترك النشوز وسوء الخلق، وطلب ما ليس عنده من متاع الدنيا {وَتَعْمَلْ} عملًا {صَالِحًا}؛ أي: مخلصًا لله سبحانه {نُؤْتِهَا}؛ أي: نعطها {أَجْرَهَا} وثوابها {مَرَّتَيْنِ}؛ أي: ضعفين، فتجزى حسنتهن بعشرين حسنة.
ومعنى إيتائهن الأجر مرتين: أنه يكون لهن من الأجر على الطاعة مثلا ما يستحقه غيرهن من النساء إذا فعلت تلك الطاعة، وفي هذا (?) دليل قوي على أن معنى {يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ} أنه يكون العذاب مرتين، لا ثلاثًا؛ لأن المراد إظهار شرفهن ومزيتهن في الطاعة والمعصية، تكون حسنتهن كحسنتين، وسيئتهن كسيئتين، ولو كانت سيئتهن كثلاث سيئات .. لم يناسب ذلك كون حسنتهن كحسنتين، فإن الله سبحانه أعدل من أن يضاعف العقوبة عليهن مضاعفة تزيد على