سورة الناس
1 - 3 - قولُه تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *مَلِكِ النَّاسِ *إِلَهِ النَّاسِ}؛ أي: قلْ يا محمد: أستجيرُ بربِّ الناسِ، فخصَّهم بالذِّكرِ لأنهم المُسْتَعيذون، والربُّ: الذي يسوسُهم ويرعاهُم ويدبِّرُ أمورَهم، وهو مَلِكُهُم الذي يتصرَّفُ فيهم بالأمر والنهي، فهم تحتَ قُدرته، وهو إلههُم المستحِق للعبادة دون سواه.
4 - 6 - قولُه تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}؛ أي: أستجيرُ به سبحانه من شرِّ الشيطان الذي يُلقي في قلبِ العبدِ، إذا غفلَ عن الذكرِ، يُلقي صوتَه الخفِي، الذي لا يُحَسُّ به.
ويتأخَّر عن القلب فلا يوسوِسُ فيه إذا ذكرَ العبدُ ربَّه (?). وهذا الشيطانُ يوسوِسُ في محلِّ القلوب، وهي صدورُ الناس: جِنِّهم وإنسِهم، أو هذا الموسوسُ من الجنِّ والناس يوسوسُ في صدور الناس، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: 112] (?)، والله أعلم.