عنه، ومحبتِه له، وأما إذا ما امتحنه فضيَّق عليه في الإنعام، وجعله فقيراً، فإنه يجعلُ ذلك دليلاً على إذلالِ الله له، وعدم محبَّته له.
17 - 20 - قولُه تعالى: {كَلاَّ بَلْ لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ *ولاَ تَحَآضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ *وَتَاكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلاً لَمًّا *وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}؛ أي: ليس الأمرُ كما يعتقدُ هذا الكافرِ في دليل إكرامِ الله وإهانته (?)، ولكنَّكم لا تنفعونَ من ماتَ عنه أبوه وهو دون سِنِّ البلوغ، فتُنعِمون عليه بإعطائه مما أعطاكم الله، ولا يَحُثُّ بعضُكم بعضاً على إعطاء الطعام لمن أصابته الفاقة والمسْكَنة، وأنتم تأخذونَ ما يرِثُه مع ما ترِثونَه أخذاً بالباطل، فتأكُلونه جميعاً (?)، وتحرِصونَ على جمع المال وتحبُّونَهُ حُبًّا كثيراً شديداً.