تفسير المراغي (صفحة 3026)

(إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) أي إذا تتلى على هؤلاء الأنبياء الذين أنعم الله عليهم أدلة الله وحججه التي أنزلها عليهم فى كتبه- خروا لله سجدا استكانة له وتذللا، وخضوعا لأمره وانقيادا له، وهم باكون خشية منه وحذرا من عقابه.

قال صالح المرّى: قرأت القرآن على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى المنام فقال:

يا صالح هذه القراءة فأين البكاء؟

وفى الحديث «اتلوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا»

وعن ابن عباس: إذا قرأتم سجدة سبحان فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا، فإن لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه» .

وقصارى ذلك- إنه سبحانه أبان علوّ أمرهم فى الدين والنسب والقرب منه.

جزاء خلف هؤلاء ممن ضل وغوى

[سورة مريم (19) : الآيات 59 الى 60]

فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً (60)

تفسير المفردات

الخلف: (بسكون اللام) عقب السوء، ويقال لعقب الخير والصدق خلف (بفتح اللام) ، أضاعوا الصلاة: أي تركوها بتاتا، اتبعوا الشهوات: أي انهمكوا فى المعاصي واللذات، غيّا: أي ضلالا، والمراد يلقون جزاءه فى نار جهنم.

المعنى الجملي

بعد أن ذكر سبحانه حزب السعداء وهم الأنبياء ومن تبعهم بإحسان ممن قاموا بحدود الدين فاتبعوا أوامره وأدّوا فرائضه وتركوا نواهيه- أردف هذا ذكر من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015