{وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون} قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا في الأَرضِ} فيه ثلاثة تأويلات: أحدها: أنه الكفر. والثاني: فعل ما نهى الله عنه , وتضييع ما أمر بحفظه. والثالث: أنه ممالأة الكفار. وكل هذه الثلاثة , فساد في الأرض , لأن الفساد العدول عن الاستقامة إلى ضدها. واختلف فِيمَنْ أُريدَ بهذا القول على وجهين: أحدهما: أنها نزلت في قوم لهم يكونوا موجودين في ذلك الوقت , وإنما يجيئون بعد , وهو قول سليمان. والثاني: أنها نزلت في المنافقين , الذين كانوا موجودين , وهو قول ابن عباس ومجاهد.