وإذا قيل إنه الاجتهاد , احتمل ما أشار إليه من اجتهادهم وجهين: أحدهما: كاجتهادهم في نصرة الكفر على الإِيمان. والثاني: كاجتهادهم في الجحود والبهتان. وفيمن أشار إليهم أنهم كدأب آل فرعون قولان: أحدهما: أنهم مشركو قريش يوم بدر , كانوا في انتقام الله منهم لرسله والمؤمنين , كآل فرعون في انتقامه منهم لموسى وبني إسرائيل , فيكون هذا على القول الأول تذكيراً للرسول والمؤمنين بنعمة سبقت , لأن هذه الآية نزلت بعد بدر استدعاء لشكرهم عليها , وعلى القول الثاني وعداً بنعمة مستقبلة لأنها نزلت قبل قتل يهود بني قينقاع , فحقق وعده وجعله معجزاً لرسوله.