والثاني: بالعدل فيما اختصك به من شرف الرسالة. وإن قيل بأنه الصدق ففيه وجهان: أحدهما: بالصدق فيما تضمنه من أخبار القرون الخالية والأمم السالفة. والثاني: بالصدق فيما تضمنه من الوعد بالثواب على طاعته , والوعيد بالعقاب على معصيته. {مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} أي لما قبله من كتاب ورسول , وإنما قيل لما قبله {بَيْنَ يَدَيْهِ} لأنه ظاهر له كظهور ما بين يديه. وفي قوله: {مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} قولان: أحدهما: معناه مخبراً بما بين يديه إخبار صدق دل على إعجازه. والثاني: معناه أنه يخبر بصدق الأنبياء فيما أتوا به على خلاف من يؤمن ببعض ويكفر ببعض. قوله عز وجل: { ... إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللهِ} فيه وجهان: أحدهما: بدلائله وحججه. والثاني: بآيات القرآن , قال ابن عباس يريد وفد نجران حين قَدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحاجّته. {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} يعني عذاب جهنم. {وَاللهُ عَزِيزٌ} فيه وجهان: أحدهما: في امتناعه. الثاني: في قدرته. {ذُو انتِقَامٍ} فيه وجهان: أحدهما: ذو سطوة. والثاني: ذو اقتضاء.