{قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس} {قُلْ أعُوذُ بِربِّ النّاسِ} وإنما ذكر أنه رب الناس , وإن كان ربّاً لجميع الخلق لأمرين: أحدهما: لأن الناس معظمون , فأعلم بذكرهم أنه رب لهم وإن عظموا. الثاني: لأنه أمر بالاستعاذة من شرهم , فأعلم بذكرهم أنه هو الذي يُعيذ منهم. {مَلِكِ النّاسِ إلَهِ النّاسِ} لأن في الناس ملوكاً , فذكر أنه ملكهم , وفي الناس من يعبد غيره فذكر أنه إلههم ومعبودهم. {مِن شَرَّ الوَسْواسِ الخَنّاسِ} الخّناس هو الشيطان , وفي تسميته بذلك وجهان: أحدهما: لأنه كثير الاختفاء , ومنه قوله تعالى: {فلا أُقْسِمُ بالخُنَّس} يعني النجوم لاختفائها بعد الظهور. الثاني: لأنه يرجع عن ذكر الله , والخنس الرجوع , قال الراجز:
(وصاحب يَمْتَعِسُ امْتِعاسا ... يزدادُ من خَنسِه خناسا)