{إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} قوله تعالى {إذا جاءَ نَصْرُ اللهِ والفتحُ} أما النصر فهو المعونة مأخوذ من قولهم قد نصر الغيث الأرض إذا أعان على نباتها ومنع من قحطها , قال الشاعر:
(إذا انسلَخَ الشهرُ الحرامُ فَودِّعي ... بلادَ تميمٍ وانْصُري أرضَ عامِرِ)
وفي المعنيّ بهذا النصر قولان: أحدهما: نصر الرسول على قريش , قاله الطبري. الثاني: نصره على كل من قاتله من أعدائه , فإن عاقبة النصر كانت له. وقيل: إذا جاء نصره بإظهاره إياك على أعدائك , والفتح: فتحه مكة وقيل المراد حين نصر الله المؤمنين وفتح مكة وسائر البلاد عليهم. وإنما عبر عن الحصول بالمجيء تجوزاً للإشعار بأن المقدرات متوجهة حين إلى أوقاتها المعينة لها , فتعرف منها شيئاً فشيئاً , وقد قرب النصر من قوته فكن مترقباً لوروده مستعداً لشكره.