لا يخاف نقصاً في حسناته , ولا زيادة في سيئاته , لأن البخس النقصان , والرهق: العدوان , وهذا قول حكاه الله عن الجن لقوة إيمانهم وصحة إسلامهم , وقد روى عمار بن عبد الرحمن عن محمد بن كعب قال: بينما عمر بن الخطاب جالساً ذات يوم إذ مرّ به رجل , فقيل له: أتعرف المارّ يا أمير المؤمنين؟ قال: ومن هو؟ قالوا: سواد بن قارب رجل من أهل اليمن له شرف , وكان له رئيّ من الجن , فأرسل إليه عمر فقال له: أنت سواد بن قارب؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين , قال: وأنت الذي أتاك رئيّ من الجن يظهر لك؟ قال: نعم بينما أنا ذات ليلة بين النائم واليقظان إذ أتاني رئي من الجن فضربني برجله وقال: قم يا سواد بن قارب فاسمع مقالي واعقل إن كنت تعقل , إنه قد بعث رسول من لؤي بن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته , ثم أنشأ يقول:
(عجبْتُ للجنّ وتطلابها ... وشدِّها العِيسَ بأذْنابها.)
(تهوي إلى مكة تبغي الهُدَى ... ما صادقُ الجن ككذّابها.)
(فارْحَلْ إلى الصفوةِ من هاشمٍ ... فليس قد أتاها كاذباً بها.)