(ترانا عنده والليل داج ... على أبوابه حِلقاً عِزينا.)

{يوم يَخْرجون من الأجداثِ سِراعاً} يعني من القبور. {كأنهم إلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} في (نصب) قراءتان: إحداهما بتسكين الصاد , والأخرى بضمها. وفي اختلافهما وجهان: أحدهما: معناهما واحد , قاله المفضل وطائفة , فعلى هذا في تأويله أربعة أوجه: أحدها: معناه إلى علم يستبقون , قاله قتادة. الثاني: إلى غايات يستبقون , قاله أبو العالية. الثالث: إلى أصنامهم يسرعون , قاله ابن زيد , وقيل إنها حجارة طوال كانوا يعبدونها. الرابع: إلى صخرة بيت المقدس يسرعون. والوجه الثاني من الأصل أن معنى القراءتين مختلف , فعلى هذا في اختلافهما وجهان: أحدهما: أن النُّصْب بالتسكين الغاية التي تنصب إليها بصرك , والنُّصُب بالضم واحد الأنصاب , وهي الأصنام , قاله أبو عبيدة ومعنى (يوفضون) يسرعون , والإيفاض الإسراع , ومنه قول رؤبة:

(يمشين بنا الجد على الإيفاض ... بقطع أجواز الفلا انفضاض.)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015