{وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين فليس له اليوم ها هنا حميم ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون} {وأمّا من أُوتي كتابه بشماله} يحتمل وجهين: أحدهما: أنه كان يقول ذلك راجياً. الثاني: أنه كان مستوراً فافتضح , ومن عادة العرب أن تفرق بين القبول والرد وبين الكرامة والهوان , باليمين والشمال , فتجعل اليمين بشيراً بالقبول والكرامة , وتجعل الشمال نذيراً بالرد والهوان. {ولم أَدْرِ ما حِسابِيَهْ} يحتمل وجهين: أحدهما: لما شاهد من كثرة سيئاته وكان يظنها قليلة , لأنه أحصاه اللَّه ونسوه. الثاني: لما رأى فيه من عظيم عذابه وأليم عقابه. {يَا لَيْتَها كانت القاضيةَ} فيه وجهان: أحدهما: يعني موتاً لا حياة فيه بعدها , قاله الضحاك.