فكشف لها الغطاء فنظرت إلى بيتها في الجنة , فوافق ذلك حضور فرعون , فضحكت حين رأت بيتها في الجنة , فقال فرعون: ألا تعجبون من جنونها , فعذبها وهي تضحك وقُبض روحها. وقولها: {وَنَجِّني مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِه} فيه قولان: أحدهما: الشرك. الثاني: الجماع , قاله ابن عباس. {وَنجِّني من القوم الظالمين} فيهم قولان: أحدهما: أنهم أهل مصر , قاله الكلبي. الثاني: القبط , قاله مقاتل. {ومريمَ ابنَةَ عِمرانَ التي أحْصَنَتْ فَرْجَهَا} قال المفسرون: إنه أراد بالفرج الجيب لأنه قال {فنفخنا فيه مِن رُوحنا} وجبريل إنما نفخ في جيبها , ويحتمل أن تكون أحصنت فرجها ونفخ الروح في جيبها. {وصَدَّقَتْ بكلماتِ رَبِّها وكُتُبِه} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أن (كلمات ربها) الإنجيل , و (كتبه) التوراة والزبور. الثاني: أن (كلمات ربها) قول جبريل حين نزل عليها {إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً} , {وكتبه} الإنجيل الذي أنزله من السماء , قاله الكلبي. الثالث: أن (كلمات ربها) عيسى , و (كتبه) الإنجيل , قاله مقاتل. {وكانت من القانتين} أي من المطيعين في التصديق. الثاني: من المطيعين في العبادة.