الثالث: إلا لأجبلهم على الشقاء والسعادة , قاله زيد بن أسلم. الرابع: إلا ليعرفوني , قاله الضحاك. الخامس: إلا للعبادة , وهو الظاهر , وبه قال الربيع بن انس. {مَآ أُرِيدُ مِنْهُمْ مَّنْ رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: ما أريد أن يرزقوا عبادي ولا أن يطعموهم. الثاني: ما أنفسهم , قاله أبو الجوزاء. الثالث: ما أريد منهم معونة ولا فضلاً. {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذَنُوباً مِّثلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ} فيه أربعة أوجه: أحدها: عذاباً مثل عذاب أصحابهم , قاله عطاء. الثاني: يعني سبيلاً , قاله مجاهد. الثالث: يعني بالذنوب الدلو , قاله ابن عباس , قال الشاعر:
(لنا ذنوب ولكم ذنوب ... فإن أبيتم فلنا القليب)
ولا يسمى الذنوب دلواً حتى يكون فيه ماء. الرابع: يعني بالذنوب النصيب , قال الشاعر:
(وفي كل يوم قد خبطت بنعمة ... فحق لشاس من نداك ذنوب)
ويعني بأصحابهم من كذب بالرسل من الأمم السالفة ليعتبروا بهلاكهم. {فَلاَ يَسْتَعْجِلُونِ} أي فلا يستعجلوا نزول العذاب بهم لأنهم قالوا: {يا مُحَمَّدُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا} الآية , فنزل بهم يوم بدر , ما حقق الله وعده , وعجل به انتقامه.