{واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال إنما العلم عند الله وأبلغكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين} قوله عز وجل: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ} وهو هود بعث إلى عاد , وكان أخاهم في النسب لا في الدين لأنه مناسب وإن لم يكن أخا أحد منهم. {إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالأحْقَافِ} وهي جمع حقف , وهو ما استطال واعوج من الرمل العظيم , ولا يبلغ أن يكون جبلاً. ومنه قول العجاج:
(بات إلى أرطاة حقف أحقفا ... ... ... ... ... ... ... . .)
أي رمل مستطيل مشرق. وفيما أريد بالأحقاف هنا خمسة أقاويل: أحدها: أن الأحقاف رمال مشرقة كالجبال , قاله ابن زيد , وشاهده ما تقدم , وقال هي رمال مشرقة على البحر بالسحر في اليمن. الثاني: أن الأحقاف أرض من حسمي تسمى الأحقاف , قاله مجاهد. الثالث: أنه جبل بالشام يسمى الأحقاف , قاله الضحاك. الرابع: هو ما بين عمان وحضرموت , قاله ابن إسحاق. الخامس: هو واد بين عُمان ومهرة , قاله ابن عباس. وروى أبو الطفيل عن علي كرم الله وجهه أنه قال: خير واد بين في الناس واد بمكة , وواد نزل به آدم بأرض الهند , وشر واديين في الناس وادي الأحقاف , ووادٍ