الثاني: أنهما تكلمتا بذلك. قال أبو النصر السكسكي: فنطق من الأرض موضع الكعبة ونطق من السماء ما بحيالها فوضع الله فيها حرمه. قوله عز وجل: {فقضاهن سبع سماوات في يومين} أي خلقهن سبع سماوات في يومين , قيل يوم الخميس والجمعة , قال السدي: سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السماوات وخلق الأرضين. وقالت طائفة خلق السماوات قبل الأرضين في يوم الأحد والاثنين , وخلق الأرضين والجبال في يوم الثلاثاء والأربعاء , وخلق ما سواهما من العالم يوم الخميس والجمعة , وقالت طائفة ثالثة أنه خلق السماء دخاناً قبل الأرض ثم فتقها سبع سماوات بعد الأرضين والله أعلم بما فعل فقد اختلفت فيه الأقاويل وليس للاجتهاد فيه مدخل. {وأوحى في كلِّ سماءٍ أمرها} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: معناه أسكن في كل سماء ملائكتها , قاله الكلبي. الثاني: خلق في كل سماء خلقها خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وصلاحها , قاله قتادة. الثالث: أوحى إلى أهل كل سماء من الملائكة ما أمرهم به من العبادة , حكاه ابن عيسى. {وزينا السماءَ الدنيا بمصابيح وحِفْظاً} أي جعلناها زينة وحفظاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015