هم كافرون إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون} قوله عز وجل: {وويل للمشركين. الذين لا يؤتون الزكاة} فيه خمسة أوجه: أحدها: أنه قرعهم بالشح الذي يأنف منه الفضلاء , وفيه دلالة على أن الكافر يعذب بكفره , مع وجوب الزكاة عليه , أكثر مما يعذب من لم تكن الزكاة واجبة عليه , قاله ابن عيسى. الثاني: معناه انهم لا يزكون أعمالهم , قاله ابن عمر. الثالث: معناه لا يأتون به أزكياء , قاله الحسن. الرابع: معناه لا يؤمنون بالزكاة , قاله قتادة. الخامس: معناه ليس هم من أهل الزكاة , قاله معاوية بن قرة. قوله تعالى: {لهم أجْرٌ غير ممنون} فيه أربعة تأويلات: أحدها: غير محسوب , قاله مجاهد. الثاني: غير منقوص , قاله ابن عباس وقطرب , وأنشد قول زهير:
(فَضْل الجياد على الخيل البطاء فما ... يعطي بذلك ممنوناً ولا نزقا)
الثالث: غير مقطوع , قاله ابن عيسى , مأخوذ من مننت الحبل إذا قطعته , قال ذو الأصبع العدواني:
(إني لعمرك ما بابي بذي غلق ... على الصديق ولا خيري بممنون)
الرابع: غير ممنون عليهم به , قاله السدي.