الثاني: أنه المكر برسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه كما قال تعالى: {وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ} [الأنفال: 30] الآية. {وَلاَ يَحِيقُ الْمُكْرُ السَّيِّىءُ إلاَّ بِأَهْلِهِ} فيه وجهان: أحدهما: قاله الكلبي , يحيق بمعنى يحيط. الثاني: قاله قطرب , يحيق بمعنى ينزل , وأنشد قول الشاعر:
(وقد دفعوا المنية فاستقلت ... ذراعاً بعدما كادت تحيقُ)
قال فعاد ذلك عليهم بقتلهم يوم بدر. {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ} يعني سنة الله في الأولين , وفيها وجهان: أحدهما: نزول العذاب بهم عند إصرارهم في التكذيب. الثاني: لا تقبل منهم التوبة عند نزول العذاب.