فيهم فلما سمعها خرجوا فقتل منهم من قتل وخلص من خلص فنزل فيهم {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا} الآية. الرابع: أنها نزلت في عمار بن ياسر ومن كان يعذب في الله بمكة , قاله عبيد بن عمير. قال الضحاك: نزلت في عباس بن أبي ربيعة أسلم وكان أخا أبي جهل لأمه أخذه وعذبه على إسلامه حتى تلفظ بكلمة الشرك مكرهاً. الخامس: نزلت في قوم أسلموا قبل فرض الجهاد والزكاة فلما فرضا شق عليهم فنزل ذلك فيهم , حكاه ابن أبي حاتم. وفي قوله: { ... وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ} وجهان: أحدهما: لا يسألون , قاله مجاهد. الثاني: لا يختبرون في أموالهم وأنفسهم بالصبر على أوامر الله وعن نواهيه. قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} فيه وجهان: أحدهما: بما افترضه عليهم. الثاني: بما ابتلاهم به. {فََيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ} فيه وجهان: أحدهما: فليظهرن الله لرسوله صدق الصادق , قاله ابن شجرة. الثاني: فليميزن الله الذين صدقوا من الكاذبين , قاله النقاش وذكر أن هذه الآية نزلت في مهجع مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أول قتيل من المسلمين يوم بدر قتله عامر ابن الحضرمي , ويقال إنه أول من يدعى إلى الجنة من شهداء المسلمين وفيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر (سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ مهجع). قوله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ} قال قتادة: الشرك وزعم أنهم اليهود. {أَن يَسْبِقُونَا} فيه وجهان: أحدهما: أن يسبقوا ما كتبنا عليهم في محتوم القضاء. الثاني: أن يعجزونا حتى لا نقدر عليهم , وهو معنى قول مجاهد. ويحتمل ثالثاً: أن يفوتونا حتى لا ندركهم.