{وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} فيها ثلاثة أقاويل: أحدها: يتلى فيها كتابه , قاله ابن عباس. الثاني: تذكر فيها أسماؤه الحسنى , قاله ابن جرير. الثالث: توحيده بأن لا إله غيره , قاله الكلبي. وفيما يعود إليه ذكر البيوت التي أذن الله أن ترفع قولان: أحدهما: إلى ما تقدم من قوله: كمشكاة فيها مصباح في بيوت أذن الله. الثاني: إلى ما بعده من قوله: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا} وفي هذا التسبيح قولان: أحدهما: أنه تنزيه الله. الثاني: أنه الصلاة , قاله ابن عباس والضحاك. {بالْغَدُوِّ وَالآصَالِ} الغدو جمع غَدوة والآصال جمع أصيل وهي العشاء. {رِجالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ} قال الكلبي: التجار هم الجلاب المسافرون , والباعة هم المقيمون. {عَن ذِكْرِ اللَّهِ} فيه وجهان: أحدهما: عن ذكره بأسمائه الحسنى. الثاني: عن الأذان , قاله يحيى بن سلام. {تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبِ وَالأبْصَارُ} فيه خمسة أوجه: أحدها: يعني تقلبها على حجر جهنم. الثاني: تقلب أحوالها بأن تلفحها النار ثم تنضجها وتحرقها. الثالث: أن تقلب القلوب وجيبها , وتقلب الأبصار النظر بها إلى نواحي الأهوال. الرابع: أن تقلب القلوب بلوغها الحناجر , وتقلب الأبصار الزّرَق بعد الكحل، والعمى بعد البصر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015