لآخرهم، ولا يقعدوا على الباب بعد الرد فإن للناس حاجات. {وَتُسَلِّمُواْ عَلَى أُهْلِهَا} والسلام ندب والاستئذان حتم. وفي السلام قولان: أحدهما: أنه مسنون بعد الإذن على ما تضمنته الآية من تقديم الإِذن عليه. الثاني: مسنون قبل الإذن وإن تأخر في التلاوة فهو مقدم في الحكم وتقدير الكلام حتى تسلموا وتستأذنوا لما روى محمد بن سيرين أن رجلاً استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أأدخل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل عنده: (قُمْ فَعَلِّمْ هذَا كَيْفَ يَسْتَأْذِنُ فإِنَّهُ لَمْ يُحْسِنْ) فسمعها الرجل فسلم واستأذن. وأولى من إطلاق هذين القولين أن ينظر فإن وقعت العين على العين قبل الإِذن فالأولى تقديم السلام , وإن لم تقع العين على العين قبل الإذن فالأولى تقديم الاستئذان على السلام. فأما الاستئذان على منازل الأهل فإن كانوا غير ذي محارم لزم الاستئذان عليهم كالأجانب وإن كانوا ذوي محارم وكان المنزل مشتركاً هو فيه وهم ساكنون لزم في دخوله إنذارهم إما بوطءٍ. أو نحنحة مفهمة إلا الزوجة فلا يلزم ذلك في حقها بحال لارتفاع العودة بينهما. وإن لم يكن المنزل مشتركاً ففي الاستئذان عليهم وجهان: أحدهما: أنها النحنحة والحركة. الثاني: القول كالأجانب. ورى صفوان عن عطاء بن يسار أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (أستأذن على أمي)؟ فقال: (نعم) فقال إني أخدمها فقال: (استأذن عليها) فعاوده ثلاثاً: فقال: (أَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهَا عُرْيَانَةً) قال: لا قال: (فَاسْتَأْذِنْ عَلَيهَا). قوله تعالى: {فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَا أَحَداً} يعني يأذن لكم.