17

{ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين} قوله: {سَبْعَ طَرآئِقَ} أي سبع سموات , وفي تسميتها طرائق ثلاثة أوجه: أحدها: لأن كل طبقة على طريقة من الصنعة والهيئة. الثاني: لأن كل طبقة منها طريق الملائكة , قاله ابن عيسى. الثالث: لأنها طباق بعضها فوق بعض , ومنه أخذ طراق الفحل إذا أطبق عليها ما يمسكها , قاله ابن شجرة , فيكون على الوجه الأول مأخوذاً من التطرق , وعلى الوجه الثاني مأخوذاً من التطارق. {وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلقِ غَافِلِينَ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: غافلين عن حفظهم من سقوط السماء عليهم , قاله ابن عيسى. الثاني: غافلين عن نزول المطر من السماء عليهم , قاله الحسن. الثالث: غافلين , أي عاجزين عن رزقهم , قاله سفيان بن عيينة. وتأول بعض المتعمقة في غوامض المعاني سبع طرائق: أنها سبع حجب بينه وبين ربه، الحجاب الأول قلبه، الثاني جسمه، الثالث نفسه، الرابع عقله، الخامس علمه، السادس إرادته، السابع مشيئته توصله إن صلحت وتحجبه إن فسدت , وهذا تكلف بعيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015