وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} قوله تعالى: {قَالَ يَا هارُونَ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّواْ} يعني بعبادة العجل. {أَلاَّ تَتَّبِعَنِ} فيه وجهان: أحدهما: ألا تتبعني في الخروج ولا تقم مع من ضل. الثاني: ألا تتبع عادتي في منعهم والإِنكار عليهم , قاله مقاتل. {أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي} وقال موسى لأخيه هارون: أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين فلمّا أقام معهم ولم يبالغ في منعهم والإِنكار عليهم نسبه إلى العصيان ومخالفة أمره. {قَالَ يَا بْنَ أُمَّ} فيه قولان: أحدهما: لأنه كان أخاه لأبيه وأمه. الثاني: أنه كان أخاه لأبيه دون أمه , وإنما قال يا ابن أم ترفيقاً له واستعطافاً. {لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي} فيه قولان: أحدهما: أنه أخذ شعره بيمينه , ولحيته بيسراه , قاله ابن عباس. الثاني: أنه أخذ بأذنه ولحيته , فعبر عن الأذن بالرأس , وهو قول من جعل الأذن من الرأس. واختلف في سبب أخذه بلحيته ورأسه على ثلاثة أقوال: