قوله عز وجل: {. . ولدار الآخرة خيرٌ} يحتمل وجهين: أحدهما: أن الجنة خير من النار، وهذا وإن كان معلوماً فالمراد به تبشيرهم بالخلاص منها: الثاني: أنه أراد أن الآخرة خير من دار الدنيا، قاله الأكثرون. {ولنعم دار المتقين} فيه وجهان: أحدهما: ولنعم دار المتقين الآخرة. الثاني: ولنعم دار المتقين الدنيا، قال الحسن: لأنهم نالوا بالعمل فيها ثواب الآخرة ودخول الجنة. قوله تعالى: {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين} قيل معناه صالحين. ويحتمل طيبي الأنفس ثقة بما يلقونه من ثواب الله تعالى. ويحتمل - وجهاً ثالثاً - أن يكون وفاتهم وفاة طيبة سهلة لا صعوبة فيها ولا ألم بخلاف ما تقبض عليه روح الكافر. {يقولون سلام عليكم} يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون السلام عليكهم إنذاراً لهم بالوفاة. الثاني: أن يكون تبشيراً لهم بالجنة، لأن السلام أمان. {ادخلوا الجنة} يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون معناه أبشروا بدخول الجنة. الثاني: أن يقولوا ذلك لهم في الآخرة. {بما كنتم تعملون} يعني في الدنيا من الصالحات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015