أحدهما: فظل هؤلاء المشركون يعرجون فيه , قاله الحسن وقتادة. الثاني: فظلت الملائكة فيه يعرجون وهم يرونهم , قاله ابن عباس والضحاك. قوله عز وجل: {لقالوا إنما سكرت أبصارنا} في {سكرت} قراءتان: إحداهما بتشديد الكاف , والثانية بتخفيفها , وفي اختلافهما وجهان: أحدهما: معناهما واحد , فعلى هذا ستة تأويلات: أحدها: سُدّت , قاله الضحاك. الثاني: عميت , قاله الكلبي. الثالث: أخذت , قاله قتادة. الرابع: خدعت , قاله جويبر. الخامس: غشيت وغطيت , قاله أبو عمرو بن العلاء , ومنه قول الشاعر:
(وطلعت شمسٌ عليها مغفر ... وجَعَلَتْ عين الحرورو تسكر)
السادس: معناه حبست , قاله مجاهد. ومنه قول أوس بن حجر:
(فصرن على ليلة ساهرة ... فليست بطلقٍ ولا ساكرة)
والوجه الثاني: أن معنى سكرت بالتشديد والتخفيف مختلف , وفي اختلافهما وجهان: أحدهما: أن معناه بالتخفيف سُحِرَتْ , وبالتشديد: أخذت. الثاني: أنه بالتخفيف من سُكر الشراب , وبالتشديد مأخوذ من سكرت الماء. {بل نحن مسحورون} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أي سحرنا فلا نبصر. الثاني: مضللون، حكاه ثعلب.