الثالث: أن الشيع القبائل , قاله الكلبي. قوله عز وجل: {كذلك نسلكه في قلوب المجرمين} فيه أربعة أوجه: أحدها: كذلك نسلك الاستهزاء في قلوب المجرمين , وإن لم يعرفوا , قاله قتادة. الثاني: كذلك نسلك التكذيب في قلوب المجرمين , قاله ابن جريج. الثالث: كذلك نسلك القرآن في قلوب المجرمين , وإن لم يؤمنوا , قاله الحسن. الرابع: كذلك إذا كذب به المجرمون نسلك في قلوبهم أن لا يؤمنوا به. قوله عز وجل: {لا يؤمنون به} يحتمل وجهين: أحدهما: بالقرآن أنه من عند الله. الثاني: بالعذاب أن يأتيهم. {وقد خلت سنة الأولين} السنة: الطريقة , قال عمر بن أبي ربيعة:
(لها من الريم عيناه وسُنّتُهُ ... ونحرُه السابق المختال إذ صَهَلا)
فيه وجهان: أحدهما: قد خلت سنة الأولين بالعذاب لمن أقام على تكذيب الرسل. الثاني: بأن لا يؤمنوا برسلهم إذا عاندوا. ويحتمل ثالثاً: بأن منهم مؤمناً وكافراً. كما يحتمل رابعاً: من أقام على الكفر بالمعجزات بعد مجيء ما طلب من الآيات.