(4)

(6)

(7)

(8)

(9)

يظن أن ماله يزيد في عمره.

فإن كان على التأويل الأول فقوله: (كَلَّا (4) رد عليه؛ أي: ليس كما قدره عند نفسه.

وإن كان على التأويل الثاني، فعلى إيجاب عقوبة مبتدأة.

وقيل: (وَعَدَّدَهُ) أي: أكثر عدده.

وقال الحسن: عدده، أي: صنفه؛ فجعل ماله أصنافا، وأنواعا من الإبل، والغنم والبقر والدور، والعقار، والمنقول، وغيرها.

وقيل: (وَعَدَّدَهُ)، أي: استعده، وأعده، وهيأه.

وقوله: (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ):

قيل: باب من أبواب النار.

وقيل: هي صفة النار.

والحطمة: هو الكسر؛ فكأنه قال: النار التي يعذب بها الكفرة، وتكسر عظامهم وتحطمهم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7):

قيل: إن النار تأتي على جلودهم وعروقهم ولحومهم وعظامهم حتى تأكلها، وتكسر العظام، فتطلع على أفئدتهم؛ فحينئذٍ يتبدلون جلودًا غيرها؛ ليذوقوا العذاب.

وقيل: إنما تحرق النار منهم كل شيء سوى الفؤاد؛ لأن الفؤاد إذا احترق، لم يتألم بعد ذلك، ولم يشعر بالعذاب، والمراد من الإحراق إلحاق الألم والضرر بهم.

وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) قرئ: (عُمُدٍ): برفع العين والميم، وقرئ بالنصب فيهما.

وذكر عن الفراء أنه قال: العَمَد والعُمُد: جماعات للعمود، والعماد.

وقَالَ بَعْضُهُمْ: العَمَد: جمع العَمَدَة؛ نحو: بقرة، وبقر.

وقال الكلبي: (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ. فِي عَمَدٍ)، أي: النار عليهم مطبقة؛ يقول: طبقها ممددة في عمد من نار ممددة عليهم من فوقهم، والعمد كعمد أهل الدنيا، غير أنها من نار تمد عليهم، واللَّه أعلم، والحمد لله رب العالمين.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015