وقَالَ الْقُتَبِيُّ: (فَاكِهُونَ): يتفكهون، ويقال للمزاح: فكاهة، وفاكهون: أراد ذوي فكاهة.
وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: (فَاكِهُونَ): من المفاكهة، وفكهون من السرور، والمفاكهة: الممازحة.
ثم قَالَ بَعْضُهُمْ: شغلهم في افتضاض العذارى، وقيل: شغلهم في كل نعيم وفي كل كرامة على ما ذكر، واللَّه أعلم.
وقوله: (هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ (56)
يخبر أن أهل الجنة وإن كانوا لا يحجبون عن شيء، ولا يمنعون شيئًا، فإنهم إذا كانوا مع أزواجهم لا يقع عليهم بصر غيرهم فينتقض ذلك، وهو كما ذكر: (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ)، يخبر أنهم إذا كانوا مع أزواجهم لا يطلع عليهم غيرهم، والله أعلم.
و (ظِلَالٍ) جمع ظلة.
وقوله: (عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ).
الاتكاء على الأرائك إنما هو للراحة، فيخبر - واللَّه أعلم - عن غاية راحتهم ونهاية كرامتهم، وإلا ليس في الاتكاء على الأرائك فضل كرامة ومنزلة، ولكن يذكر عن راحتهم وتنعمهم؛ كقوله: (لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا).
وقَالَ الْقُتَبِيُّ: (الْأَرَائِكِ): السرر في الحجال، واحدها: أريكة.
وقال أَبُو عَوْسَجَةَ: (الْأَرَائِكِ): الوسائد.
وعن الحسن قال: الأريكة: الحجلة، وهي بلغة أهل اليمن يسمون الحجلة: أريكة.
قوله تعالى: (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57)
قيل: الفاكهة هي التي تؤكل على الشهوة لا على الحاجة، يخبر - واللَّه أعلم - أن أهل الجنة إنما يأكلون ما يأكلون على الشهوة لا على الحاجة.
وقوله: (وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ).
قيل: ما يتمنون، وقيل: ما يسألون.
وجائز أن يكون (يَدَّعُونَ) ومن الدعوى، أي: يعطون جميع ما يدعون لأنفسهم ليس