قال: (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ. . .) الآية، واللَّه أعلم لذلك.
وقوله: (بِإِذْنِ اللَّهِ).
يحتمل: بعلم اللَّه، ويحتمل: بمشيئة اللَّه، وقيل: بأمره.
وقوله: (ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ).
يقول - واللَّه أعلم -: هذا الذي أورثناهم من الكتاب هو الفضل الكبير؛ كقوله: (وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا).
أو يقول: إدخالهم الجنة فضل منه كبير.
وروي عن عمر - - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: " (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ) وقال: ألا إن سابقنا سابقٌ، وإن مقتصدنا ناجٍ، وإن ظالمنا مغفورٌ له ".
وقال عثمان بن عفان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: " ألا إن سابقنا أهل الجهاد منا، وإن مقتصدنا أهل حضرنا، وإن ظالمنا أهل بدونا ".
وابن عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يقول: " الظالم لنفسه كافر ".
وعن الحسن قال: " الظالم لنفسه المنافق وهو هالك، وأما السابق والمقتصد فقد نجيا ".
وقوله: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)
ذكر التحلي فيها بالذهب واللؤلؤ ولبس الحرير، وليس للرجال رغبة في هذه الدنيا في التحلي بذلك ولا لبس الحرير، اللهم إلا أن يكون للعرب رغبة فيما ذكر، فخرج الوعد لهم بذلك والترغيب في ذلك، وهو ما ذكر من الخيام فيها والقباب والغرفات، وذلك أشياء تستعمل في حال الضرورة في الأسفار، وعند عدم غيره من المنازل والغرف عند ضيق المكان، فأما في حال الاختيار ووجود غيره فلا، لكنه خرج ذلك لهم؛ لما لهم في ذلك من فضل رغبة؛ ألا ترى أنهم قالوا: (فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ) ذكروا ذلك لما لذلك عندهم فضل قدر ومنزلة ورغبة في ذلك.
أو يذكر هذا لهم في الجنة - أعني: الذهب والفضة والحرير وما ذكر - ليس على أن